حكم الذكر إذا كان مكان قضاء الحاجة هو مكان الوضوء:
رقم الفتوى (32)
السؤال:
ما حكم الذكر إذا كان مكان قضاء الحاجة (دورة المياه) هو مكان الوضوء كما هو في أغلب البلدان الآن؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
يجوز ذكر الله تعالى إذا كان مكان الخلاء هو مكان الوضوء على الصحيح من أقوال العلماء.
قال ابن عابدين رحمه الله: لو توضأ في الخلاء لعذر هل يأتي بالبسملة ونحوها من أدعيته مراعاة لسنة الوضوء؟ أو يتركها مراعاة للمحل؟ قال: الذي يظهر الثاني ـ وهو الترك ـ لتصريحهم بتقديم النهي على الأمر(1).
وعند المالكية يكره ذلك في الخلاء(2).
وقال ابن قدامة رحمه الله: فإذا عطس ـ أي أثناء قضاء الحاجة ـ حمد الله بقلبه ولم يتكلم، وقال ابن عقيل: في رواية أخرى: أنه يحمد الله بلسانه (3).
قلت: فعلى الرواية التي ذكرها ابن عقيل: يجوز أن يذكر الله في الخلاء ولأن التسمية في الوضوء عندهم واجبة.
ولأننا لو قلنا أنه يكره ذكر الله في هذه الحالة لضيعنا الأذكار المستحبة قبل الوضوء؛ لأن أغلب أماكن الوضوء في العالم الآن هي أماكن قضاء الحاجة والله أعلم.
المفتي: الشيخ الدكتور ياسر النجار الدمياطي، مؤلف موسوعة الفقه على المذاهب الأربعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حاشية ابن عابدين(1/344).
(2) الشرح الصغير (1//63/65) مع بلغة السلك، وحاشية الدسوقي(1/173/174).
(3) المغني(1/212).
الفتوى بصيغة الفيديو