حكم صوم عاشوراء وتاسوعاء :
اتفق الفقهاء على استحباب صوم عاشوراء وتاسوعاء وهمـا اليوم العاشر والتاسع من المحرم؛ لقول النبي ﷺ في صوم عاشوراء: «أَحْتَسِبُ على اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ»(1).
وقول النبي ﷺ: «لَئِنْ بَقِيتُ إلي قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ» قال ابن عباس: «فلم يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حتى تُوُفِّيَ رسول اللَّهِ ﷺ »(2).
وقد صرح الحنفية: بكراهة صوم يوم عاشوراء منفرداً عن التاسع، أو عن الحادي عشر، هكذا قال ابن الهمام وغيره، لكن قال الكاساني في البدائع: وكره بعضهم صوم يوم عاشوراء وحده لمكان التشبيه باليهود، ولم يكرهه عامتهم، لأنه من الأيام الفاضلة، فيستحب استدراك فضيلتها بالصوم(3).
كما صرح الحنابلة بأنه لا يكره إفراد عاشوراء بالصوم.
قال الإمام النووي رحمه الله: وذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجها:
أحدهما: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، وهو مروي عن ابن عباس.
والثاني: أن المراد به وَصْلُ يومِ عاشوراء بصومٍ، كما نهى أن يُصام يومُ الجمعة وحده، ذكرهما الخطابي وآخرون.
الثالث: الاحتياط في صوم العاشر خَشْية نقصِ الهلالِ، ووقوع غلطٍ؛ فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر والله تعالى أعلم(4).
واستحب الحنفية والمالكية والشافعية صوم الحادي عشر أيضاً.
قال الخطيب الشربيني رحمه الله: نص الشافعي في: «الأم» و: «الإملاء». على استحباب صوم الثلاثة.
وقال ابن الهمام الحنفي رحمه الله: ويستحب أن يصوم قبله يوماً وبعده يوماً فإن أفرده فهو مكروه للتشبيه باليهود(6).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1)رواه مسلم (1162).
(2)رواه مسلم (1134).
(3) بدائع الصنائع (2/590).
(4)المجموع (7/645).
(5) مغني المحتاج (1/446)
(6) شرح فتح القدير (2/349) وينظر: وابن عابدين (2/375) وحاشية الطحطاوي (350) وشرح الزرقاني (2/237) وحاشية الدسوقي (1/516) والشرح الصغير (1/446) ومواهب الجليل (2/49) والمجموع (7/645) ومغني المحتاج (1/446) وكشاف القناع (2/339).
لا يوجد تعليقات
سلام الله زي كأنه عليكم
جزاكم الله خير الجزاء
نورالدين بنعربية
بني درار المغرب