حكم ما يقوله إذا دخل الخلاء وإذا خرج منه
الفتوى رقم (36)
حكم ما يقوله إذا دخل الخلاء وإذا خرج منه
السؤال:
ما هو الذكر المسنون الذي يقوله من أراد دخول الخلاء والخروج منه؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ورد في ذلك أحاديث بأذكار معينة يقولها الإنسان إذا أراد دخول الخلاء. فمن ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ إذا دخل الْخَلَاءَ قال: «اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ» (1).
الخبُث بضم الباء جمع الخبيث، والخبائث جمع الخبيثة، وهم ذكران الشياطين وإناثهم قاله الخطابي وابن حبان وغيرهما(2).
قال النووي رحمه الله: وهذا الأدب مجمع على استحبابه ولا فرق فيه بين البنيان والصحراء والله أعلم(3).
وخص هذا الموضع بالاستعاذة؛ لأن للشياطين فيه تسلطًا وقدرة على ابن آدم لم تكن في غيره بسبب غيبة الحفظة عنه (4).
ومن ذلك أيضًا ما رواه الترمذي وغيره عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «سَتْرُ ما بين أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إذا دخل أَحَدُهُمْ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ: «بِسْمِ اللَّهِ»(5).
أما إذا خرج منه فيقول «غُفْرَانَكَ» وذلك لما روت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ﷺ إذا خَرَجَ من الْغَائِطِ قال: «غُفْرَانَكَ»(6).
أي: أسألك غفرانك، أو اغفر غفرانك، أي: الغفران اللائق بجنابك، أو الناشئ من فضلك بلا استحقاق مني له.
قال العيني رحمه الله: إنما يستغفر من تَرْكِهِ ذكْرَ اللهِ تعالى مدَة مُكْثِه في الخلاء، ويقرب منه ما قيل إنه لشُكْرِ النعمة التي أنعم عليه بها إذ أطعمه وهضمه فحق على ما خرج سالمًا مما استعاذه منه أن يؤدي شكر النعمة في إعاذته وإجابة سؤاله وأن يستغفر الله تعالى خوفًا ألا يؤدي شكر تلك النعمة(7).
المفتي: الشيخ الدكتور ياسر النجار الدمياطي، مؤلف موسوعة الفقه على المذاهب الأربعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البخاري (142) ومسلم(375).
(2) فتح الباري (1/293).
(3) شرح مسلم (4/64).
(4) بلغة السالك (1/63).
(5) رواه الترمذي (426) وابن ماجه (297) والطبراني في الأوسط (3/68) والبزار(484) وغيرهم وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه(242).
(6) رواه أبو داود (30) والترمذي (7) وابن ماجه (300) وأحمد (6/155) وابن خزيمة في صحيحه (1/48) وابن حبان في صحيحه (4/291) وغيرهم وصححه الألباني في صحيح أبي داود(23).
(7) عمدة القارئ (2/272) وانظر في هذا بلغة السالك (1/65) والفتاوى الهندية (1/50) وحاشية الطحطاوي (1/36) وروضة الطالبين (1/219) والمغن (1/213).
الفتوى بصيغة الفيديو