حكم من استيقظ من نومه وقد ضاق وقت الصلاة فهل يتيمم لإدراك الوقت أم لا؟
الفتوى رقم(176)
حكم من استيقظ من نومه وقد ضاق وقت الصلاة فهل يتيمم لإدراك الوقت أم لا؟
السؤال:
من استيقظ من نومه وقد ضاق وقت الصلاة فهل يتيمم لإدراك الوقت أم لا؟
الجواب:
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،أما بعد:
إذا استيقظ آخر وقت الفجر فإذا اغتسل طلعت الشمس فالصحيح أنه يغتسل ويصلي بعد طلوع الشمس، وهذا مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد وأحد القولين في مذهب مالك وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وفي قول آخر للإمام مالك يتيمم ويصلي قبل طلوع الشمس؛ لأن الصلاة في الوقت بالتيمم خير من الصلاة بعده بالغسل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والصحيح قول الجمهور؛ لأن الوقت في حق النائم هو من حين يستيقظ، كما قال النبي ﷺ: «من نَسِيَ صَلَاةً أو نَامَ عنها فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إذا ذَكَرَهَا»(1).
فالوقت في حق النائم هو من حيث يستيقظ قبل طلوع الشمس فلم يمكنه الاغتسال والصلاة إلا بعد طلوعها فقد صلى الصلاة في وقتها ولم يُفَوِّتْهَا، بخلاف من استيقظ في أول الوقت فإن الوقت في حقه قبل طلوع الشمس فليس له أن يفوت الصلاة، وكذلك من نسي صلاة وذكرها فإنه حينئذ يغتسل ويصلي في أي وقت كان، وهذا هو الوقت في حقه، فإذا لم يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس كما استيقظ النبي ﷺ لما ناموا عن الصلاة(2) عام خيبر، فإنه يصلي بالطهارة الكاملة، وإن أخرها إلى حين الزوال فإذا قدر أنه كان جنباً فإنه يدخل الحمام ويغتسل، وإن أخرها إلى قريب الزوال ولا يصلي هنا بالتيمم(3).
المفتى الشيخ الدكتور ياسر ابن النجار الدمياطي،مؤلف موسوعة الفقه على المذاهب الأربعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخرجه البخاري(572) ومسلم(684) واللفظ له.(1)
رواه مسلم(680).(2)
الفتاوى الكبرى(2/54). (3)