هل حلاقة الشعر تبطل الوضوء؟
الفتوى رقم (74)
هل حلاقة الشعر تبطل الوضوء؟
السؤال:
هل الذي توضأ ثم أراد حلاقة شعره يبطل وضوءه أم لا؟
الجواب:
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله أما بعد:
ذهب فقهاء المذاهب الأربعة الحنفية والشافعية والحنابلة والمالكية في المذهب -وهو الصحيح- إلى أن حلق شعر الرأس بعد الوضوء لا يؤثر في الوضوء.
قال في الدر المختار: ولا يعاد الوضوء بحلق رأسه.
قال ابن نجيم الحنفي رحمه الله: لأن المسح على شعر الرأس ليس بدلاً عن المسح عن البشرة؛ لأنه يجوز مع القدرة على مسح البشرة ولو كان بدلاً لم يجز. ولا يعاد بلُّ المحل بذلك.
وقال القرافي نقلاً عن صاحب الطراز من المالكية: لا يعرف في هذه المسألة مخالف إلا ابن جرير الطبري -حيث ألحقه بخلع الخف بعد مسحه- قال: لأن الفرض قد سقط أولاً فزوال الشعر لا يوجبه، كما إذا غسل وجهه أو تيمم ثم قطع أنفه، ولأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحلقون بمنى ثم ينزلون لطواف الإفاضة، ولم ينقل عن أحدٍ منهم إعادة مسح رأسه، ولأنه لا يعاد الغسل للجنابة وهي أولى؛ لأن منابت الشعر لم تغسل قبل الحلق وهي من البشرة المأمور بغسلها، والفرق بين الخفين ومسح الرأس أن الشعر أصل والخف فرع فإذا زال رجع إلى الأصل.اهـ
وقد حكى الدسوقي قولاً عند المالكية بوجوب إعادة مسح الرأس بعد الحلق، قال الدسوقي رحمه الله: وهو ضعيف.
ونقل البهوتي عن ابن رجب أن الإمام أحمد استحب أنه إذا حلق رأسه أن يمسه بالماء ولم يوجبه(1).
المفتي: الشيخ الدكتور ياسر ابن النجار الدمياطي، مؤلف موسوعة الفقه على المذاهب الأربعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كشاف القناع(1/100) والبحر الرائق(1/16) والدر المختار(1/216) والذخيرة(1/263) ومنح الجليل(1/82) وحاشية الدسوقي(1/145، 146) ومغني المحتاج(1/160).
الفتوى بصيغة فيديو:
https://youtu.be/aQa7rI760Bw