هل من موجبات الغسل إسلامُ الكافـر؟
الفتوى رقم(140)
هل من موجبات الغسل إسلامُ الكافـر؟
السؤال:
هل يجب الغسل على الكافر إذا أسلم أم لا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
اختلف الفقهاء فيمن أسلم هل يجب عليه الغسل أم لا؟
الصحيح أنه لا يجب على الكافر الذي أسلم أن يغتسل بل يستحب له ذلك، إلا أن يكون جنباً فيجب عليه الغسل، وإليه ذهب الحنفية والشافعية.
وذلك لأن العدد الكثير والجم الغفير أسلموا ولم يأمرهم النبي ﷺ بالغس،ل ولو أمرهم لنقل إلينا بالتواتر، ولأن النبي ﷺ لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: «ادعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة…»الحديث.
ولو كان الغسل واجباً لأمرهم به؛ لأنه أول وجبات الإسلام(1).
وذهب المالكية والحنابلة إلى أن الكافر إذا أسلم وجب عليه الغسل، سواء كان أصلياً أو مرتداً اغتسل قبل إسلامه أو لم يغتسل، وجد منه في زمن كفره ما يوجب الغسل أو لم يوجد.
لما روى قيس بن عاصم رضي الله عنه قال: «أَتَيْتُ النبي ﷺ أُرِيدُ الْإِسْلَامَ فَأَمَرَنِي أَنْ أَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ»(2). وأمره يقتضي الوجوب.
ولأنه إذا صح الخبر كان حجة من غير شرط آخر، ولأن الكافر لا يسلم غالباً من جنابة تلحقه ونجاسة تصيبه، فأقيمت المظنة مقام الحقيقة كما أقيم النوم مقام الحدث والتقاء الختانين مقام الإنزال(3).
المفتي: الشيخ الدكتور ياسر ابن النجار الدمياطي، مؤلف موسوعة الفقه على المذاهب الأربعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أبو داود(355) والترمذي(605) والنسائي(1/272) وأحمد(5/61) وصححه الألباني.
(2) فتح القدير(1/44) ورد المحتار(1/307) والمجموع(2/171) والحاوي الكبير(1/98)
(3) حاشية الدسوقي(1/130/131) والمغني(1/270/271) وكشاف القناع(1/145) والإفصاح(1/85)
الفتوى بصيغة فيديو:
https://youtu.be/aZ74_pmHcRo